نحن اللاجئون السودانيون المضربون عن الطعام لليوم الثاني عشر على التوالي أمام مقر المفوضية العليا للاجئين في بيروت، كنا قد نفّذنا بالسابق عدداً من المظاهرات السلمية، آخرها في شهر أبريل\\نيسان 2012 أمام مكتب المفوضية للمطالبة:
1- بإعادة التوطين وتحديد صفة اللجوء
2- تحويل شهادات التسجيل إلى شهادات لجوء
3- النظر في إمكانيّة إعادة فتح الملفات المغلقة
وعلى الرغم من كل تحرّكاتنا السلميّة لم نلق من المفوضية سوى المراوغة والكذب. حيث أنه في اعتصام أبريل/نيسان الأخير اعتصم قرابة ٥٠ لاجئ/ة مع عائلاتهم أمام المفوضية وقابلتهم ممثلة عن المفوضية ووعدت الجميع بحلّ شامل خلال أسبوعين، إلا أن الأسبوعين تحولا إلى أشهر مما شكل لدينا قناعة بأن المسؤولين في المفوضية ليسوا جديين بالتوصل إلى حلول لأوضاعنا. لذلك قررنا زيادة الضغط عبر الاعتصام والإضراب المفتوح عن الطعام الذي لا يزال مستمرا إلى اليوم ومنذ تاريخ 11/6/2012 .
وبدل أن تقوم المفوضية بالاستماع إلينا والعمل على حل مشاكلنا، قامت باستدعاء الأمن في اليوم الأول لتخويف اللاجئين بالحجز والتوقيف وتهديدهم بالطرد من أعمالهم. وعندما رفضنا الرحيل، بدأت الشرطة بالتعدي علينا عبر تكبيل أيدينا في انتهاك واضح لحقنا بالاعتصام السلمي وقد حصل ذلك بحضور مصوّر من جريدة الأخبار. ومن ثم تمّ اقتياد اللاجئين بصورة مهينة إلى مركز الشرطة "رملة البيضاء" أمام سمع وبصر موظفو المفوضية الذين كانوا يشاهدون المنظر من شرفات المفوضية. وبعد وصولنا إلى مركز الشرطة تم الضغط علينا في محاولة لحثنا على إنهاء الإضراب، وبعد إصرارنا على أن يتم تحويلنا إلى النائب العام، وبعد 6 ساعات تم إطلاق سراحنا.
واصلنا إضرابنا في اليوم الثاني، وخرجت علينا موظفة من الجنسية المصرية وموظفتان واحدة أجنبية وأخرى لبنانية وكانت الموظفة المصرية في حالة غضب شديد تتوعدنا بالاعتقال من جديد، ثم بدأت تتلو علينا أسماء لترى من منا حاضر وانتهى الموضوع عند ذلك دون إعطاء أي حل.
وبعد ذلك بقينا في الاعتصام أمام مكتب المفوضية تحت الشمس الحارقة، فيما يدخل ويخرج الموظفون صباحاً ومساءً ولا يتحرك منهم أحدا ساكنا في إطار إيجاد الحلول لقضيتنا. بل على العكس تماما، تم إيعاز الشرطة لمنعنا من وضع أي فرش أو خيمة على الأرض، فأصبحنا كالنعاج المربوطة في حرارة الشمس اللاهبة.
وبعد 9 أيام من اللامبالاة المطلقة بنا، خرجت الموظفة ريتا وهي تسأل: "أين اللجنة السودانية؟" وكانت تحاول استفزازنا وبعدها انصرفت، ثمّ خرجت وبصحبتها الموظفة خوري وعرضتا علينا مساعدات مالية وغذائية حتى نوقف الإضراب. وكأننا نضرب عن الطعام منذ 9 أيام تحت الشمس الحارقة بهدف الحصول على مساعدات غذائية على شكل كيس سكر مثلاً!
ثمّ قاموا بالطلب من اللاجئين واحداّ واحداً الدخول إلى مبنى المفوضية ليقوم قسم التوطين بشرح نفس القصص القديمة أي: "حوّلنا ملفك يوم كذا وفعلنا كذا" دون الوصول إلى أي حلول جذرية جديدة. ثم خرجت إلينا في 21/6/2012 موظفة أجنبية لا نعرف من هي وعندما سألناها عن اسمها قالت أنها لا تعطي اسمها لأسباب أمنية، وصارت تتحدّث عن أنهم بصدد تسليمنا أوراق بخصوص ملفاتنا الخ. أي هي الأكاذيب نفسها التي لا ننفك نسمعها.
بعدها، نزلت مدام خوري وقامت بطرد زوجة لاجئ سوداني لأنها سيرلانكية، حيث قامت بطردها من الشارع بحجّة أنها غير لاجئة ورفضت تحويلها إلى المستشفى رغم الألم والإعياء الظاهر عليها، ثمّ قامت مدام خوري بمساومة أحد الذين لديهم ملف مغلق أنها ستقدم إليه مساعدة بشرط مغادرة الشارع.
نظراً لكل هذه التصرّفات فإننا لا نثق بأي شخص في المفوضية والمطلوب وقف الأكاذيب وإيجاد حلول لمشاكلنا فوراً.
وعندما اخبرنا بعض الناشطين أن المفوضية تريد الإجتماع بنا، قلنا أن لا مانع لدينا لكن بشروط: أولاً أن يكون اللقاء مع مديرة المفوضية نفسها لا موظفيها. ثانيا، أن يتم الإجتماع في مقر إعتصامنا على الرصيف المقابل للمفوضية حتى تشعر قليلاً بحرارة الشمس اللاهبة التي صمدنا فيها لإسبوعين وتنزل من مكتبها المبرد. ثالثا، أن يثمر عن الإجتماع حلول فورية لا المزيد من الوعود.
[عن مدونة ”Anti Racism Movment“]